هنا نتحدث عن جانب ربما لم يتحدث عنه أحد من قصة يوسف عليه السلام..ذلك الشاب فائق الحسن بل من أوتي شطره...ومابالكم بشاب فتي أوتي نصف الحسن كان في غاية التواضع..والأدب والغيرة والرجولة..تجلّى ذلك عندما عشقته سيدة باهرة الحسن..تسببت في إيذائه أيما إيذاء..بربك مافعل يوسف عندما تجرأت زليخة لتفتنه وتهيئ له جو السوء..وتغلق كل أبواب الإتصال بالعالم الخارجي..وتحرص على وضع الأمان ليكون لها المراد وهي مطمئنة البال..لقد أعدت العُدّة من كل النواحي سوى ناحية واحدة لم تفلح فيها وهي قلب يوسف..لم تستطع الوصول إليه فتنتُها...بل لم تقف عند ذلك فقد تسببت في إحراجه وإتهامه
ثم تهيئ جو فتنة أخرى بإدخاله على النسوة..وفي النهاية بسجنه بضع سنين..لله ما أعظم رجولة يوسف!!
ماذا فعل يوسف أيها الرجال؟!!
عندما استبقا الباب ووجدا سيدها..أتراكم تظنون أن يوسف قد فضحها وعجّل بإتهامها!!
وهي المعتدية الآثمة
لم يفعل إنما هي من تحدث..ووجه التهمة ليوسف
ثم ماذا فعل يوسف أيها الرجال؟!!
عندما أصبح وزيرا عظيما للبلاد!!
أتراه إنتقم من تلك المرأة التي تسببت له بالأذى وإدخاله السجن بضع سنين
لم يؤذها حتى بعد أن أصبح ملكا على مصر كلها
يوسف أيها الصدّيق
أترى الرجال فيهم شيئا من هذه المروءة التاريخية النبوية العظيمة
يوسف أيها الصدّيق
من يملك اليوم شيئا مما ملكته من الرجولة والمروءة والغيرة
يوسف أيها الصدّيق
من يتحمل أذى بسيط لحليلة له..حتى يطيق أذى عظيما لامرأة ظلمته
يوسف أيها الصدّيق
من يعفّ اليوم من الرجال عن ساقطة مومسة تتعرض له حتى يعف عن أجمل النساء وأرفعهن نسبا
يوسف أيها الصدّيق
لقد كان في قصتك آيات للسآئلين
................
آيـات لأولـئك الشبـاب
واللذين سنعضهم هنا...ونضرب على فضائحهم ومصائبهم وجراحهم بأعراض المؤمنات
فكم من فتاة وثقت بأحدهم بعد أن منّاها بالزواج واستغل صغر سنها أوقلة عقلها
فإذا به يطعنها طعنة يبغضها الله
وكم من امرأة هددها واستباح منها ما حرمه الله
لأجل ماذا؟....لأجل أمر كان بالحلال أيسر
كان بالحلال أقرب
فالويل للخونة..بائعي الشرف..والرجولة..والمروءة
من طعنوا بإيمانهم وأخلاقهم وداسوا على رجولتهم
فلم يبقَ سوى مسمى رجال..